برنامج المتابعــة والتقويــم2

8-4 التوثيق ومراجع السياسات:
حدد الإطار العام للسياسة التعليمية على المستوى القومي (مارس 2006) ثمانية مداخل استراتيجية للخطة الاستراتيجية القومية لتطوير التعليم، منها ستٌة مداخل وثيقة الصلة بمنظومة المتابعة والتقويم، وتمثل فى مجموعها إطار عمل السياسات الذي تم من خلاله إعداد الخطة الإستراتيجية، وهى: التوجه نحو اللامركزية، تطبيق وتطوير المعايير القومية للتعليم، انتهاج مفاهيم الإصلاح المتمركز على المدرسة، تشجيع الإبداع وتعظيم المكون التكنولوجي، بناء نظم تحفيزية لتميز الأفراد والمؤسسات، وبناء رأي عام داعم.

8-5 إطار عمل ومنهجية السياسات:
تسعى الوزارة من خلال عملية تطوير نظام التقويم والمتابعة بالتعليم إلى تحقيق الجودة الشاملة وتطبيق لا مركزية الإدارة التربوية، من خلال اعتمادها على ثلاثة استراتيجيات محددة فى شكل 12-1 وهى:
1- تقويم المتعلم / التلميذ الذى يمثل محور العملية التعليمية، من خلال تقويم نواتج التعلم ومؤشرات الإنجاز.
ويقوم نظام تقويم التلاميذ فى مصر على ثلاثة محاور:
• اتباع نظام التقويم الشامل الذي يركز على أداء التلميذ ونشاطه، وذلك وفق الخطة المشار إليها فى كل من برنامج التعليم الأساسي والتعليم الثانوي.
• تطبيق الاختبارات القومية المقننة التى يصممها المركز القومى للامتحانات على 10% من طلاب الصفوف (3-6-9-10) لضمان وصول الأداء إلى مستوى الجودة، وفقًا للمؤشرات والمعايير القومية التى يضعها المركز القومي للامتحانات والتقويم التربوي وتعتمدها الوزارة.
• تشترك مصر فى الاختبارات العالمية مثل:
• TIMSS (Trends in International Mathematics and Science Study) للمرحلتين الابتدائية والإعدادية.
• PISA (program for international student assessment) للمرحلة الثانوية.
2- تقويم الجهود التنموية للمدرسة طبقا للمعايير القومية للتعليم لضمان انجازات المدرسة الفعالة وذلك فى إطار برنامج الإصلاح المتمركز على المدرسة.
3- تقويم الأداء المالي والإداري للعاملين والقائمين على العملية التعليمية بهدف الوصول للاستخدام الأمثل للموارد المتاحة (مالية وبشرية)، وتتمثل فلسفة تلك العملية فى تحويل عملية المتابعة والتقويم من مجرد عملية تستهدف كشف العيوب من أجل العقاب، إلى عملية تستهدف كشف مواطن القصور بغية علاجها وتقديم الدعم والمساندة، وكذلك كشف نماذج التميز والعمل على تفعيلها، وهو ما يعرف بالتقويم من أجل التمكين Evaluation for empowerment.
ويعتمد نجاح تلك الاستراتيجيات على عدة عوامل رئيسة مثل التطبيق الناجح لبرنامج الإصلاح المتمركز على المدرسة، وإنشاء الهيئة القومية لضمان جودة التعليم والاعتماد، وإنشاء الأكاديمية المهنية للمعلم (PAT)‘ وتوفير الموارد المالية اللازمة.
وتتم عمليات التقويم فى (1 و2 ) أعلاه على مستوى المدرسة حيث تدار هذه العملية من خلال وحدة الجودة والتدريب (School Quality and Training Unit)، اعتمادًا على نظم المعلومات على مستوى المدرسة (School information management system) وترفع المدرسة تقريرًا عن حالتها مرتين فى السنة إلى الإدارة التعليمية لمساعدة الإدارة فى إجراء عمليات التقويم والمتابعة عبر نظم EIMS وقد تقوم الإدارة إما بالتحليل والتحقق إحصائيا، أو التحقق من خلال الزيارات الميدانية إذا لزم الأمر، وترفع الإدارة التعليمية من خلال قسم الجودة بعد مراجعة (review) حالة المدارس تقريرًا عن الحالة التعليمية لمدارس الإدارة التعليمية إلى إدارة الجودة بالمديرية التي تراجع كافة التقارير الواردة إليها من خلال التحليلات الإحصائية للتحقق من صحة البيانات الواردة إليها، وتعد المديرية التعليمية تقريرًا شاملاً عن الحالة التعليمية لمدارس المديرية وترفعه إلى قطاع الجودة بالوزارة، كما تقوم الوزارة بدورها بمراجعة جميع التقارير الواردة إليها من المديريات المختلفة للتحقق من الحالة التعليمية لمدارس الجمهورية اعتمادًا على التحليلات الإحصائية والمؤشرات التعليمية، وقد ترى الوزارة زيارة أي من المواقع التعليمية للتحقق عمليًّا من مدى صحة ما جاء بالتقارير وذلك فى حالات الضرورة التي تراها الوزارة. معنى ذلك أن عملية المتابعة والتقويم تتم من خلال المستويات الأربعة الآتية:
1. وحدة الجودة والتدريب بالمدرسة
2. قسم الجودة بالإدارة التعليمية
3. إدارة الجودة بالمديرية
4. قطاع الجودة بالوزارة
• ويقوم مجلس الأمناء فى كل مستوى بالمشاركة الكاملة والفاعلة فى إعداد التقرير على كل مستوى حتى تتحقق المحاسبية المجتمعية.
• ويعمل المركز القومي للامتحانات والتقويم التربوى NCEEE على إصدار المعايير القومية للتعليم وتحديثها بما تتطلبه من مؤشرات وأدوات قياس، وكذلك وضع الاختبارات القومية اللازمة وفقًا للجداول الزمنية المحددة.
















(شكل 12-1 ) إطار عمل المتابعة والتقويم
علاوة على ذلك، فإن إنشاء نظام جديد للمتابعة والتقويم في التعليم ما قبل الجامعي يجب أن يستهدف ثلاث مجموعات:
1- الطالب كمتلقي للخدمات التعليمية،
2- العاملين القائمين على توصيل الخدمة التعليمية، وكذلك القائمين بعملية التقويم والمتابعة على كافة المستويات،
3- الأنظمة، والآليات، والوحدات المؤسسية المسئولة عن عملية التقويم والمتابعة.
ويمكن تلخيص توجهات السياسات في تلك المجالات فى النقاط الخمس التالية:

1- تقويم نواتج التعلم:
يجب أن تسعى عملية المتابعة والتقويم إلى قياس نواتج تعلم التلاميذ، وهذا التقويم لنواتج التعلم لا يتم بمعزل عن تقويم كامل للبيئة المحيطة بالتلميذ داخل المدرسة وعناصرها من نظم وإدارة وتجهيزات وعمليات وأنشطة.



2- متابعة وتقويم كافة جوانب الأداء المدرسى فى ضوء مؤشرات المدرسة الفعالة:
لن يتأتى لنا توكيد جودة نواتج التعلم دون توكيد جودة كل جوانب العملية التعليمية التى تتم داخل المدرسة والتى تمثل العملية المساندة لبيئة التعلم والتى تبدأ من وجود رؤية ورسالة واضحة وصادقة للمدرسة، وتهيئة مناخ اجتماعى مدرسى جيد، وتنمية مهنية مستدامة للعاملين، وتوفير المناخ الداعم للجودة والمساءلة، وتوسيع دائرة المشاركة المجتمعية الفاعلة وخدمة المجتمع، والإدارة المدرسية الفعالة، والإدارة المالية، بالإضافة إلى الآليات الملائمة لصيانة المبنى المدرسي، والمعامل والتجهيزات وتوفير أعمال الصيانة اللازمة، إن توكيد جودة نواتج التعلم يعززها متابعة وتقويم أداء العاملين بالتدريس والقيادات عن طريق التقويم الجيد والكوادر المبدعة، ويجب تدعيم تلك الكوادر من خلال الإعداد الجيد والتدريب لاكتساب المهارات الضرورية لأداء أدوارها بفعالية.

3- الاستخدام الأمثل للموارد المادية والبشرية:
تعد عملية التقويم والمتابعة وسيلة علمية وعملية مهمة، تهدف إلى تنظيم الموارد والإمكانات المادية والبشرية المتاحة لتحقيق الغايات التى تترجمها الأهداف من خلال استغلال تلك الموارد، هذا الاستغلال الجيد يحقق أعلى مستوى من الجودة والاستخدام الأمثل للموارد والوقت، وتسعى وزارة التربية والتعليم جاهدة لإنشاء منظومة للمتابعة والتقويم حسنة التنظيم، تهدف إلى توجيه التعليم بكافة مؤسساته وموارده بشكل سليم نحو أهدافه المحددة من خلال تحقيق الاستغلال الأمثل للموارد المتاحة، كما يتحقق ذلك أيضا من خلال تكوين آلية فعالة لربط الأداء المالي ومخصصات الموارد والإدارة بخطة تطوير المدرسة SIP، وسوف تتولى وحدات الجودة والتدريب بالمدارس القيام بهذه العملية.

شكرا يا بروفيسور